وقال عبد العزيز الدّراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قدمنا من مكة فنزلنا العصبة عمر بن الخطّاب، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمّهم سالم، لأنّه كان أكثرهم قرآنا.
وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير، فقلنا له: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو مكانه وأصحابه على أثري، ثم أتى بعده عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثم عمّار بن ياسر، وسعد بن أبي وقّاص، وابن مسعود، وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطّاب في عشرين راكبا، ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه، فلم يقدم علينا رسول الله حتى قرأت سورا من المفصّل. أخرجه مسلم.
وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحجّ بقيّة ذي الحجّة، والمحرّم، وصفر، وإنّ مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يأخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإمّا أن يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه، فأخبره الله بمكرهم في قوله: وإذ يمكر بك الّذين كفروا الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من تحت الليل قبل الغار بثور، وعمد عليّ فرقد على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم يواري عنه العيون.
وكذا قال موسى بن عقبة، وزاد: فباتت قريش يختلفون ويأتمرون أيّهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه، إلى أن أصبحوا، فإذا هم بعليّ رضي الله عنه، فسألوه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم أنّه لا علم له به، فعلموا عند ذلك أنّه قد خرج فارّا منهم، فركبوا في كلّ وجه يطلبونه.