صلى الله عليه وسلم، لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام النّاقة، فقال: خلّوا سبيل النّاقة، فإنّما أنزل حيث أنزلني الله، حتى انتهى إلى دار أبي أيّوب في بني غنم، فبركت على الباب، فنزل، ثمّ دخل دار أبي أيّوب، فنزل عليه حتى ابتنى مسجده ومسكنه في بني غنم، وكان المسجد موضعا للتّمر لابني أخي أسعد بن زرارة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطى ابني أخيه مكانه نخلا له في بني بياضة، فقالوا: نعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نأخذ له ثمنا، وبنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم لحمزة ولعليّ وجعفر، وهم بأرض الحبشة، وجعل مسكنهم في مسكنه، وجعل أبوابهم في المسجد مع بابه، ثمّ إنّه بدا له، فصرف باب حمزة وجعفر. كذا قال: وهم بأرض الحبشة، وإنّما كان عليّ بمكة. رواه ابن عائذ، عن محمد بن شعيب، عنه.
وقال موسى بن عقبة: يقال: لمّا دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من المدينة، وقدم طلحة بن عبيد الله من الشام، خرج طلحة عامدا إلى مكة، لمّا ذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، خرج إمّا متلقّيا لهما، وإمّا عامدا عمده بمكة، ومعه ثياب أهداها لأبي بكر من ثياب الشام، فلمّا لقيه أعطاه الثياب، فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر منها.
وقال الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي البدّاح بن عاصم بن عديّ، عن أبيه: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين.
وقال ابن إسحاق: المعروف أنّه قدم المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، قال: ومنهم من يقول: لليلتين مضتا منه. رواه يونس وغيره، عن ابن إسحاق.
وقال عبد الله بن إدريس: حدثنا ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عويم، قال: أخبرني بعض قومي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، فأقام