خلفهما ففعلت، فرجعت حتى لحقت بصاحبتها، فجلس خلفهما حتى قضى حاجته، ثم رجعتا.
وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاس قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل من بني عامر فقال: إنّي أطبّ النّاس، فإن كان بك جنون داويتك، فقال: أتحبّ أن أريك آية؟ قال: نعم، قال: فادع ذاك العذق، فدعاه، فجاءه ينقز على ذنبه، حتى قام بين يديه، ثمّ قال: ارجع فرجع، فقال: يا لعامر، ما رأيت رجلا أسحر من هذا.
أخبرنا عمر بن محمد وغيره، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الأوّل بن عيسى، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الدّاوديّ، قال: أخبرنا عبد الله بن حمويه، قال: أخبرنا عيسى بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان لا يأتي البراز حتى يتغيّب فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم، فقال: يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثمّ انطلق بنا، قال: فانطلقنا حتى لا نرى، فإذا هو بشجرتين بينهما أربعة أذرع، فقال: انطلق إلى هذه الشجرة فقل: يقول لك: الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما فرجعت إليها، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثمّ رجعتا إلى مكانهما.
فركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بيننا كأنّما علينا الطّير تظلّنا، فعرض له امرأة معها صبيّ فقالت: يا رسول الله إنّ ابني هذا يأخذه الشيطان كلّ يوم ثلاث مرات. فتناوله فجعله بينه وبين مقدّم الرّحل ثمّ قال: اخس عدوّ الله، أنا رسول الله، اخس عدوّ الله، أنا رسول الله، ثلاثا، ثم دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان، فعرضت لنا المرأة معها صبيّها ومعها كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول الله اقبل منّي هدّيتي، فوالذي بعثك بالحقّ ما عاد إليه بعد، فقال: خذوا منها واحدا ورّدّوا عليها الآخر.