جيش ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر. رواه إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي - بنحوه.
وكيع، عن المنذر بن ثعلبة، عن ابن بريدة: قال أبو بكر: إنما ولاه النبي ﷺ يعني عمرا علينا لعلمه بالحرب.
قلت: ولهذا استعمل أبو بكر عمرا على غزو الشام.
وقال الواقدي (١): حدثني ربيعة بن عثمان عن يزيد بن رومان - أن أبا عبيدة لما أتى عمرا صاروا خمسمائة، وسار الليل والنهار حتى وطئ بلاد بلي ودوخها. وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه كان بذلك الموضع جمع، فلما سمعوا به تفرقوا حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي وعذرة وبلقين.
ولقي في آخر ذلك جمعا، فاقتتلوا ساعة وتراموا بالنبل. ورمي يومئذ عامر بن ربيعة، فأصيب ذراعه. وحمل المسلمون عليهم فهربوا، وأعجزوا هربا في البلاد. ودوخ عمرو ما هناك، وأقام أياما يغير أصحابه على المواشي.
وقال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: بعث رسول الله ﷺ عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، فأصابهم برد، فقال لهم عمرو: لا يوقدن أحد نارا. فلما قدموا على رسول الله ﷺ شكوه، فقال: يا نبي الله، كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرى العدو قلتهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين. فأعجب ذلك رسول الله ﷺ.
وقال جرير بن حازم: حدثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح. فذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب! فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله