للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا فداءه. فقال: لا والله لا تذرن درهما. أخرجه البخاري.

وقال إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قالوا: يا رسول الله؛ بعد ما فرغ من بدر؛ عليك بالعير ليس دونها شيء. فقال العباس وهو في وثاقه: لا يصلح. قال: ولم؟ قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك.

وقد ذكر إرسال زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلادتها في فداء أبي العاص زوجها رضي الله عنهما.

وقال سعيد بن أبي مريم: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن الهاد، قال: حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في أثرها. فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها وأهريقت دما. فتحملت. فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية. فقالت بنو أمية: نحن أحق بها. وكانت تحت أبي العاص، فكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة. وكانت تقول لها هند: هذا من سبب أبيك. قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة: ألا تنطلق فتأتي بزينب! فقال: بلى يا رسول الله. قال: فخذ خاتمي فأعطها إياه. فانطلق زيد، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال: لمن ترعى؟ قال: لأبي العاص. قال: فلمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد. فسار معه شيئا ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم. فأعطاه الخاتم. وانطلق الراعي حتى دخل فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته. فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل. قالت: فأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا. فسكتت، حتى إذا كان الليل خرجت إليه. فقال لها: اركبي بين يدي. على بعيره. فقالت: لا، ولكن اركب أنت بين يدي. وركبت وراءه حتى أتت المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>