ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: أما علمت أنّا كنّا نقرأ: جاهدوا في الله حقّ جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله! قال: فقال عبد الرحمن: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أميّة الأمراء وبنو المغيرة الوزراء. رواه الرماديّ عنه.
وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطّائفتين بالحقّ. رواه مسلم.
وقال سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، أنّ عليّا - رضي الله عنه - بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني وهو باليمن - بذهب في تربتها، فقسمها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بين أربعة: بين عيينة بن بدر الفزاريّ، وعلقمة بن علاثة الكلابيّ، والأقرع بن حابس الحنظليّ، وزيد الخيل الطّائي، فغضبت قريش والأنصار وقالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّما أعطيهم أتألّفهم، فقام رجل غائر العينين، محلوق الرأس، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، فقال: اتق الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني أهل السماء ولا تأمنوني؟ فاستأذنه رجل في قتله، فأبى ثمّ قال: يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، والله لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد. رواه مسلم. وللبخاريّ بمعناه.
الأوزاعيّ، عن الزّهريّ: حدّثني أبو سلمة، والضّحاك - يعني المشرقي - عن أبي سعيد قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم ذات يوم قسما، فقال ذو الخويصرة من بني تميم: يا رسول الله اعدل، فقال: ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل. فقام عمر فقال: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، قال: لا، إنّ له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرّمية، ينظر إلى نصله فلا