يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر إلى نضّيّه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر. قال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أنّي كنت مع علي - رضي الله عنه - حين قتلهم، فالتمس في القتلى وأتيّ به على النّعت الذي نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاريّ.
وقال أيّوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: ذكر علي - رضي الله عنه - أهل النّهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - قلت: أنت سمعت هذا؟ قال: إي وربّ الكعبة. رواه مسلم.
وقال حمّاد بن زيد، عن جميل بن مرّة، عن أبي الوضيّ السّحيميّ قال: كنّا مع عليّ بالنهروان، فقال لنا: التمسوا المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتوه فقال: ارجعوا فالتمسوا المخدج، فوالله ما كذبت ولا كذبت، حتى قال ذلك مرارا، فرجعوا فقالوا: قد وجدناه تحت القتلى في الطّين فكأنّي أنظر إليه حبشيّا، له ثدي كثدي المرأة، عليه شعيرات كشّعيرات التي على ذنب اليربوع، فسرّ بذلك عليّ. رواه أبو داود الطّيالسيّ في مسنده.
وقال شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى عليّ، فقال له: اتق الله فإنّك ميّت، فقال: لا والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ولكنّي مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود وقضاء مقضيّ، وقد خاب من افترى.