قل لابن مقلة مهلاً لا تكن عجلاً واصبر فإنك في أضغاث أحلام تبني بأنقاض دور الناس مجتهداً داراً ستهدم أيضاً بعد أيام ما زلت تختار سعد المشتري لها فلم توق به من نحس بهرام إن القران وبطليموس ما اجتمعا في حال نقضٍ ولا في حال إبرام قال: فأحرقت هذه الدار بعد ستة أشهر، فلم يبق فيها جدار.
وعن الحسن بن علي بن مقلة قال: كان أمر أخي قد استقام مع الراضي وابن رائقٍ، وأمرا برد ضياعه. وكان الكوفي يكتب لابن رائق، وكان خادم أبي علي قديماً. وكان ابن مقاتل مستولياً على أمر ابن رائق، وأبو علي يراه بصورته الأولى، وكانا يكرهان أن ترد ضياع أبي علي ويدافعان. وكان الكوفي يريد من أبي علي أن يخضع له، وأبو علي يتحامق. فكنا نشير إليه بالمداراة وهو يقول: والله لا فعلت، ومن هذا الكلب أوضعني الزمان هكذا بمرة؟!.
فاتفق أنهما أتياه يوماً، فما قام لهما ولا احترمهما، وشرع يخاطبهما بإذلالٍ زائد. ثم أخذ يتهدد ويتوعد كأنه في وزارته. فكان ذلك سبباً في قطع يده وسجنه.
وقال محمد بن جني صاحب أبي علي قال: كنت معه في الليلة التي عزم فيها على الاجتماع بالراضي بالله وعنده أنه يريد أن يستوزره. قال: فلبس ثيابه وجاؤوه بعمامة، وقد كانوا اختاروا له طالعاً ليمضي فيه إلى الدار، فلما تعمم استطولها خوفاً من فوات وقت اختيار المنجمين له فقطعها بيده وغرزها، فتطيرت من ذلك عليه.
ثم انحدرنا إلى ذكي الحاجب ليلاً، فصعدت إليه، واستأذنت له، فقال: قل له: أنت تعلم أني صنيعتك، وأنك استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انصرف ولا تدخل. فعدت فأخبرته، فاضطرب، وقال لابن غيث النصراني، وكان معه في السميرية: ما ترى؟ فقال له: يا سيدي ذكي عاقل، وهو لك صنيعة، وما قال هذا إلا وقد أحس بشيء، فارجع. فسكت ثم قال: هذا محال، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأيمان الغليظة، كيف