للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امنن علينا رسول الله في كرم … فإنك المرء نرجوه وندخر

امنن على بيضة اعتاقها حزز … ممزق شملها في دهرها غير

أبقت لها الحرب هتافا على حرن … على قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها … يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها … إذ فوك يملؤه من محضها درر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها … وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته (١) … واستبق منا فإنا معشر زهر

إنا لنشكر آلاء وإن كفرت … وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فقال رسول الله : نساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ فقالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا. فقال: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا، سأعينكم عند ذلك وأسأل لكم. فلما صلى رسول الله بالناس الظهر، قاموا فقالوا ما أمرهم به، فقال: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله. وقالت الأنصار كذلك. فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. فقال العابس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله . وقال عيينة بن بدر: أما أنا وبنو فزارة فلا، فقال رسول الله : من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض (٢) من أول فيء نصيبه. فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم.

ثم ركب رسول الله واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيئنا، حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت منه رداءه فقال: ردوا علي ردائي، فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم،


(١) أي: تفرقت كلمتهم.
(٢) جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمي فريضة لأنه فرض واجب على ربِّ المال.