وكان يواصل في صومه، ويبقى أياما لا يأكل، وينهى عن الوصال، ويقول: إنّي لست مثلكم، إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني.
وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد أتي بمفاتيح خزائن الأرض كلّها، فأبى أن يقبلها، واختار الآخرة عليها، وكان كثير التبسّم، يحبّ الروائح الطيّبة. وكان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه.
وكان لا يكتب ولا يقرأ ولا معلّم له من البشر، نشأ في بلاد جاهليّة، وعبادة وثن، ليسوا بأصحاب علم ولا كتب، فآتاه الله من العلم ما لم يؤت أحدا من العالمين. قال الله في حقّه: وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى.
وكلّ هذه الأطراف من الأحاديث فصحاح مشهورة.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: حبّب إليّ النساء والطّيب، وجعل قرّة عيني في الصّلاة.
وقال أنس: طاف النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على نسائه في ضحوة بغسل واحد.
وكان يحبّ من النّساء عائشة - رضي الله عنها - ومن الرجال أباها أبا بكر - رضي الله عنه - وزيد بن حارثة، وابنه أسامة، ويقول: آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار.
ويحبّ الحسن والحسين سبطيه، ويقول: هما ريحانتاي من الدنيا.
ويحبّ أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.
ويحبّ التّيمّن في ترجّله وتنعّله، وفي شأنه كلّه.
وكان يقول: إنيّ أخشاكم لله وأعلمكم بما أتّقي.
وقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.