للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهيدا لا يعلم بمكانه. فقتل يوم اليمامة ولم يوجد له أثر.

ولما انتهى رسول الله إلى تبوك، أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة، فصالح رسول الله وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية. وكتب لهم رسول الله كتابا، فهو عندهم.

وقال موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: بلغ رسول الله في غزوته تلك تبوكا ولم يتجاوزها. وأقام بضع عشرة ليلة. يعني بتبوك.

وقال يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، قال: أقام رسول الله بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة. أخرجه أبو داود (١). وإسناده صحيح.

فائدة: قال ابن إسحاق: أعطى رسول الله أهل أيلة بردة مع كتابه، فاشتراها منهم أبو العباس عبد الله بن محمد - يعني السفاح - بثلاثمائة دينار.

وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، ويزيد بن رومان: أن رسول الله بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك؛ رجل من كندة، وكان ملكا على دومة وكان نصرانيا. فقال رسول الله لخالد: إنك ستجده يصيد البقر. فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر. فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله. قالت: فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد. فنزل فأمر بفرسه فأسرج، وركب معه نفر من أهل بيته، فيهم أخوه حسان. فتلقتهم خيل رسول الله فأخذته وقتلوا أخاه. وقدموا به على رسول الله ، فحقن دمه وصالحه على الجزية، وأطلقه (٢).

فائدة: قال عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان السكوني قال: خرجت خيل رسول الله فسمع بها أكيدر، فأتى النبي فقال: بلغنا أن خيلك انطلقت فخفت على أرضي، فاكتب لي كتابا


(١) أبو داود (١٢٣٥).
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٥٢٦، ودلائل النبوة للبيهقي ٥/ ٢٥٠.