للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معجمه (١) ليقرأ عليه، فسألت ابنه، فقال: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لأمي طاق ملحم (٢) آخذه منها وأبيعه، قال: ثم قرأنا عليه كتاب المعجم في نفر خاص، في نحو عشرة أيام، وذلك في آخر سنة خمس عشرة، وأول سنة ست عشرة، فأذكره. وقد قال: حدثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، فقال المستملي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض، اليوم وسمعت المستملي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت يا ثبت الإسلام؟.

قلت: وابن بطة ضعيف من قبل حفظه، فقد أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل البالسي كتابةً أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال (٣): حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس: روى ابن بطة، عن البغوي عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم.

قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة.

قلت: يعني أنه لم يحدث البغوي، وتفرد به ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فيه، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلة إتقانه، لا أنه تعمد وضعه.

قال الخطيب (٤): وأخبرنا العتيقي، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا مصعب، قال: حدثنا مالك عن هشام بن عروة، فذكر حديث قبض العلم. قال الخطيب: وهو باطل بهذا الإسناد.

قلت: والكلام في هذا، كالكلام في الذي قبله، لعله دخل على ابن بطة حديث في حديث.


(١) هو كتابه المشهور: "معجم الصحابة".
(٢) المُلْحَم على وزن مُكْرم: جنس من الثياب.
(٣) تاريخه ١٢/ ١٠٥.
(٤) تاريخه ١٢/ ١٠٥.