للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمي أنت ووالدك وولدك، وعلي السمع والصبر، كتاب الله وحق رسوله وحق قرابته.

أنا أقرأ من كتاب الله مثل الذي تقرئين، ولا يبلغ علمي فيه أن لذي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السهم كله من الخمس يجري بجماعته عليهم.

قالت: أفلك هو ولقرابتك؟ قال: لا، وأنت عندي أمينة مصدقة؛ فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك في ذلك عهدا، ووعدك موعدا أوجبه لكم حقا - صدقتك، وسلمته إليك!

قالت: لا، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه في ذلك قال: أبشروا آل محمد؛ فقد جاءكم الغنى! فقال أبو بكر: صدقت، فلك الغنى! ولم يبلغ علمي فيه ولا بهذه الآية أن يسلم هذا السهم كله كاملا، ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم، ويفضل عنكم. فانظري هل يوافقك على ذلك أحد منهم؟ فانصرفت إلى عمر فذكرت له كما ذكرت لأبي بكر، فقال لها مثل الذي راجعها به أبو بكر. فعجبت، وظنت أنهما قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه.

وبالإسناد إلى محمد بن عبد الله، من دون ذكر الوليد بن مسلم - قال: حدثني الزهري قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحق ما يرى أنه لنا من الحق، فرغبنا عن ذلك وقلنا: لنا ما سمى الله من حق ذي القربى، وهو خمس الخمس. فقال عمر: ليس لكم ما تدعون لكم حق، إنما جعل الله الخمس لأصناف سماهم، فأسعدهم فيه حظا أشدهم فاقة وأكثرهم عيالا! قال: فكان عمر يعطي من قبل منا من الخمس والفيء نحو ما يرى أنه لنا، فأخذ ذلك منا ناس وتركه ناس.

وذكر الزهري أن مالك بن أوس بن الحدثان النصري قال: كنت عند عمر رضي الله عنه، فقال لي: يا مالك، إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات، وقد أمرت فيهم برضخ فاقسمه بينهم. قلت: لو أمرت به غيري! قال: اقبضه أيها المرء! قال: وأتاه حاجبه يرفأ، فقال: هل لك في عثمان،

<<  <  ج: ص:  >  >>