للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حديث جبير بن مطعم قال: أضللت بعيرا لي يوم عرفة، فخرجت أطلبه بعرفة، فرأيت النّبيّ واقفا مع النّاس بعرفة، فقلت: هذا من الحمس، فما شأنه ها هنا؟ (١)

وقال ابن إسحاق: حدّثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمد ابن الحنفيّة، عن أبيه، عن جدّه، سمع النبي يقول: ما هممت بقبيح ممّا يهمّ به أهل الجاهليّة إلا مرّتين، عصمني الله، قلت ليلة لفتى من قريش: أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه اللّيلة بمكة كما تسمر الفتيان. قال: نعم، فخرجت حتى جئت أدنى دار من دور مكة، فسمعت غناء وصوت دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوّج، فلهوت بذلك حتى غلبتني عيني، فنمت، فما أيقظني إلاّ مسّ الشّمس، فرجعت إلى صاحبي، ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك، فوالله ما هممت بعدها بسوء ممّا يعمله أهل الجاهليّة، حتى أكرمني الله بنبوّته (٢).

وروى مسعر، عن العباس بن ذريح، عن زياد النّخعي، قال: حدثنا عمّار بن ياسر أنّهم سألوا رسول الله : هل أتيت في الجاهليّة شيئا حراما؟ قال: لا، وقد كنت معه على ميعادين، أمّا أحدهما فحال بيني وبينه سامر قومي، والآخر غلبتني عيني أو كما قال.

وقال ابن سعد (٣): أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: حدّثتني أمّ أيمن قالت: كان بوانة صنما تحضره قريش، تعظّمه وتنسّك له النّسّاك، ويحلقون رؤوسهم عنده، ويعكفون عنده يوما في السنة، وكان أبو طالب يكلّم رسول الله أن يحضر ذلك العيد، فيأبى، حتى رأيت أبا طالب غضب، ورأيت عمّاته غضبن يومئذ أشدّ الغضب، وجعلن يقلن: إنّا نخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع إلينا مرعوبا، فقلن: ما دهاك؟


(١) البخارى ٢/ ١٩٩، ومسلم ٤/ ٤٤.
(٢) هذا حديث غريب جدًّا، فلا يصح.
(٣) الطبقات ١/ ١٥٨.