للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشيخ محيي الدين النواوي في تهذيب الأسماء (١): أبو حيان التوحيدي من أصحابنا المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم الربا فيه.

وقد ذكره ابن النجار، وقال: له المصنفات الحسنة، كالبصائر (٢) وغيرها، وكان فقيرًا صابرًا متدينًا، إلى أن قال: وكان صحيح العقيدة - كذا قال، بل كان عدوًا لله خبيثًا (٣) - قال: وسمع أبا بكر الشافعي، وجعفرا الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري. وعنه علي بن يوسف الفامي، ومحمد بن منصور بن جيكان (٤)، وعبد الكريم بن محمد الداودي، ونصر بن عبد العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس؛ الشيرازيون. ولقي الصاحب ابن عباد وأمثاله.

قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة.


(١) تهذيب الأسماء ٢/ ٢٢٣.
(٢) هو كتاب "البصائر والذخائر" طبع منه الجزء الأول ببغداد والقاهرة، ثم نشر كاملًا بدمشق.
(٣) كانت ترجمة أبي حيان التوحيدي من بين التراجم التي انتقدها تاج الدين السبكي على شيخه الذهبي، وهو جزء من الحملة التي شنها السبكي عليه بسبب الخلاف في العقائد، كما بينته مفصلًا في كتابي "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام" ص ٤٥٨ فما بعدها (القاهرة ١٩٧٦)، فقال: "الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي مع ما يبطنه من بغض الصوفية هذان الكلامان (يعني كلام ابن بابي وابن الجوزي)، ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدريًا بأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل. وسئل الشيخ الإمام الوالد عنه، فأجاب بقريب مما أقول" (طبقاته الكبرى ٥/ ٢٨٨). قلت: قد وقف الإمام الذهبي على كذبه الصراح (السير ٧/ ١٢٣) فهذا كله من لجاجة السبكي وإيانا.
(٤) بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف، قيده المصنف في المشتبه ٢٦٠، وابن ناصر الدين في التوضيح ٣/ ٣٩٤، وقد كذبه الحبال المصري (الميزان ٤/ ٤٨).