للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• - صلى الله عليه وسلم – التي في أيدي بني فاطمة - رضي الله عنها -.

وذهب موسى بن عقبة، وابن إسحاق إلى أن غزوة بني النضير كانت بعد أحد، وكذلك قال غيرهما. ورواه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. وهذا حديث موسى وحديث عروة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين. وكانوا - يزعمون - قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة. فلما كلمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقل الكلابيين، قالوا: اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك ونقوم فنتشاور. فجلس بأصحابه. فلما خلوا والشيطان معهم، ائتمروا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: لن تجدوه أقرب منه الآن، فاستريحوا منه تأمنوا. فقال رجل: إن شئتم ظهرت فوق البيت الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته. فأوحى الله إليه فأخبره بشأنهم وعصمه، فقام كأنه يقضي حاجة. وانتظره أعداء الله، فراث عليه. فأقبل رجل من المدينة فسألوه عنه فقال: لقيته قد دخل أزقة المدينة. فقالوا لأصحابه: عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته. ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعوا ونزلت: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية.

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجلائهم، وأن يسيروا حيث شاؤوا. وكان النفاق قد كثر بالمدينة. فقالوا: أين تخرجنا؟ قال: أخرجكم إلى الحشر. فلما سمع المنافقون ما يراد بأوليائهم أرسلوا إليهم: إنا معكم محيانا ومماتنا، إن قوتلتم فلكم علينا النصر، وإن أخرجتم لم نتخلف عنكم. وسيد اليهود أبو صفية حيي بن أخطب. فلما وثقوا بأماني المنافقين عظمت غرتهم ومناهم الشيطان الظهور، فنادوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه: إنا والله لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك.

فمضى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمر الله فيهم، وأمر أصحابه فأخذوا السلاح ثم مضى إليهم. وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم. فلما انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>