للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضمنيًا وقطعيًا وعمل لها إحالةً في وفيات السنة الأخرى تنبيهًا للقارئ، ومن أمثلة ذلك ترجمة السلطان عز الدين سنجر شاه بن غازي الأتابكي صاحب جزيرة ابن عمر، فقد ذكره أولًا في وفيات سنة ٦٠٤ هـ مختصرًا مقتصرًا على اسمه، وقال: "توفي في هذا العام على قول" (١) ثم ذكر ترجمته المفصلة في وفيات سنة ٦٠٥ هـ (٢)، وقد جاء مثل هذا الاختلاف في هذا الرجل وغيره، على ما نعتقد، بسبب الموارد الأصلية التي اعتمدها الذهبي، ففي ترجمة سنجر شاه هذا اعتمد الذهبيُّ روايةَ زكي الدين المنذري حيث ذكره في وفيات سنة ٦٠٤ هـ من التكملة (٣)، بينما اعتمد في الرواية الثانية وهي المرجحة عنده، على أبي شامة (٤). ومثل هذا قوله في وفيات سنة ٦١٠ هـ "عيسى الجزولي النحوي، ذكر هنا وفاته ابن خلكان. وقدم في سنة سبع" (٥).

ولم يكن أمام الذهبي غير الاعتماد على الموارد أسلوبًا وطريقًا في تثبيت الوفيات ومن ثم عرضها في السنة المخصصة لها، فكان يرجح ما يراه راجحًا ويترجم له في السنة المرجحة ثم يعملُ إحالةً في السنة الأخرى (٦)، إلا أنه اضطر في حالات قليلة جدًّا، إلى إعادةِ الترجمةِ بسب عدم إيجاده سببًا للترجيح كما هو في ترجمة أبي بكر يحيى بن هذيل الأديب الأندلسي أحد الفقهاء المالكية، فقد ترجم له أولًا في وفيات سنة ٣٧١ هـ نقلًا عن القاضي عياض (٧) ثم أعاد ترجمته مع الإشارة إلى الترجمة السابقة في وفيات سنة ٣٨٩ هـ نقلًا عن ابن الفرضي وحَدَّدَ وفاته في الثالث عشر من ذي القعدة من


(١) الورقة ٢٤ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٢) الورقة ٢٥ من النسخة نفسها.
(٣) المنذري: التكملة ٢/ الترجمة ١٠٤٥ وانظر تعليقنا عليها.
(٤) ذيل الروضتين، ص ٦٧. وهي الرواية التي اعتمدها المؤرخون الذين جاؤوا فيما بعد مثل أبي الفداء في المختصر (ج ٣ ص ١١٧) والصفدي في الوافي (١٥/ ٤٧٢) والعيني في عقد الجمان (ج ١٧ الورقة ٣١٦ - ٣١٧ مصورة القاهرة رقم ١٥٨٤ تاريخ) وغيرهم.
(٥) الورقة ٨٠ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٦) انظر مثلًا: الورقة ٢٦، ٥١، ٨٢ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) والورقة ١٣١، ١٣٤، ١٦٦، ١٧٢، ١٨٧، ١٩٤، ١٩٨، ٢٢) (أيا صوفيا ٣٠٠٨)، والورقة ٦، ١٢، ٢٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(٧) الورقة ١١٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>