للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحويل (١).

إنَّ عنايةَ الذهبيِّ بتنظيم التراجم حسب حروف المعجم وعمل الإحالات الكثيرة للأسماء، والكُنى والألقاب والأنساب المشهورة، وللوفيات المُخْتَلَفِ فيها ضمن السنةِ الواحدة وفي السنوات المختلف فيها، يسهِّلُ على القارئ كثيرًا من العناء في البحث ويُجَنِّبُه الوقوعَ في متاهات التوهم والزلل، ويرفع عنه كثيرًا من الإرباك الذي يسببه الاختلافُ في الأسماء والكنى والألقاب والوفيات ونحوها.

وكان جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي البغدادي "ت ٥٩٧ هـ" أول من فصل الحوادث عن الوفيات فصلًا كاملًا في كتابه "المنتظم" ورتب التراجم ضمن السنة الواحدة على حروف المعجم، وذكر المشهورين بكناهم في آخر وفيات السنة (٢)، فلعلَّ الذهبيَّ أخذَ هذه الطريقة عنه. على أن الذهبيَّ كان دقيقًا في تنظيمه المعجمي سواء أكان ذلك في أسماء المترجمين أم أسماء


(١) انظر مثلًا الورقة ٦٤، ٨٣ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) والورقة ٨٧، ٩٧، ١٩٧، (أيا صوفيا ٣٠٠٨) والورقة ٢٤١، ٤١١ (أيا صوفيا ٣٠٠٩) ومن الجدير بالذكر أن النساخ في الأغلب الأعَمِّ أبقوا هذه التراجم في أماكنها مع نقلهم أقوال المؤلف بطلب التحويل وعلى ذلك فقد أصبح من الواجب أن يعيد المحقق النظر في الكتاب ويلبي رغبات المؤلف، قارن مثلًا:
أيا صوفيا ٣٠٠٨ … أحمد الثالث ٢٩١٧/ ١٠
الورقة ٢٣٤ … بالورقة ٢١٩
والورقة ٢٤٠ … بالورقة ٢٢٥
أما صاحب النسخة الحلبية رقم ١٢٢٠ المختصة بالحوادث فقد لبى طلبات المؤلف فحول كثيرًا من الأخبار إلى مواضعها الأصلية نحو قوله في حوادث سنة ٣٣٢ هـ: "هذه تتمةُ أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي ذكرها المصنف في غير موضعها وأمر أنْ تُلحقَ هنا فألحقتها حسب مرسومه" (الورقة ٥٥) ولكنه كان منزعجا من طريقة المؤلف هذه، فقال في آخر ما نقله: "انتهى ما ألحقه المؤلف بخطه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه فألحقته هنا، ولا قوة إلا بالله؟ ففي كتابة مثل هذا مضض ونسأل الله العفو والسلامة" (الورقة ٥٨). قال بشار: ولكن كثرة الإحالات وطلبات المؤلف في التراجم وصعوبة معرفة ما سيأتي تجعل ذلك في غاية الصعوبة لاسيما على النساخ من غير العلماء المتخصصين.
(٢) ابن الجوزي: المنتظم، مثلاج ٧ ص ٢٣، ١٠٣، ٢٣٦، ٢٤٨، ج ٩ ص ٥، ٤٣، ١٣٣، ج ١٠ ص ٢١٩،١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>