للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتيبة، قال: حدثنا أبو عمر ابن النحاس، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: رؤي عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس يبكي فقيل: ما يبكيك؟ فقال: من هاهنا حدثنا رسول الله أنه رأى ملكا يقلب جمرا كالقطف. إسناده جيد.

وقال النّضر بن شميل، وروح، وغندر: أخبرنا عوف، قال: حدثنا زرارة بن أوفى قال: قال ابن عبّاس: قال رسول الله : لمّا كانت ليلة أسري بي، ثمّ أصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعلمت بأنّ النّاس يكذّبوني، قال: فقعد معتزلا حزينا، فمرّ به أبو جهل، فجاء فجلس فقال كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله : نعم، قال: ما هو؟ قال: إنّي أسري بي اللّيلة، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثمّ أصبحت بين أظهرنا! قال: نعم، قال: فلم ير أنّه يكذّبه مخافة أن يجحده الحديث، فدعا قومه (١)، فقال: أرأيت إن دعوت إليك قومك أتحدّثهم بما حدّثتني؟ قال: نعم. فقال: يا معشر بني كعب بن لؤيّ هلمّ، فانتقضت المجالس، فجاؤوا حتى جلسوا إليهما، فقال: حدّثهم، فقال رسول الله : إنّي أسري بي اللّيلة، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قالوا: ثمّ أصبحت بين ظهرينا! قال: نعم، قال: فمن بين مصفّر (٢) وواضع يده على رأسه مستعجب للكذب - زعم - قال: وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، فقال: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ فقال رسول الله : فذهبت أنعت، فما زلت حتى التبس عليّ بعض النّعت، قال: فجيء بالمسجد حتى وضع دون دار عقيل أو عقال. قال: فنعتّه وأنا أنظر إليه، فقالوا: أمّا النّعت فقد والله أصاب. ورواه هوذة عن عوف (٣).

مسلم بن إبراهيم: حدثنا الحارث بن عبيد، قال: حدثنا أبو عمران،


(١) كتب المصنف بخطه في حاشية نسخته: "لعله: إذا دعا". قلت: وهذا هو الصواب، كما في الدلائل للبيهقي ٢/ ٣٦٣.
(٢) هكذا بخط المؤلف، وفي الدلائل: "مصفق".
(٣) الدلائل للبيهقي ٢/ ٣٦٣ - ٣٦٤.