وخرجت عائشة باكية تقول: قتل عثمان، وجاء علي إلى امرأة عثمان، فقال: من قتله؟ قالت: لا أدري، وأخبرته بما صنع محمد بن أبي بكر، فسأله علي، فقال: تكذب، قد والله دخلت عليه، وأنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت وأنا تائب إلى الله، والله ما قتلته ولا أمسكته، فقالت: صدق، ولكنه أدخل اللذين قتلاه.
وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبيه، عن جده قال: اجتمعنا في دار مخرمة للبيعة بعد قتل عثمان، فقال أبو جهم بن حذيفة: أما من بايعنا منكم فلا يحول بيننا وبين قصاص، فقال عمار: أما دم عثمان فلا، فقال: يا ابن سمية، أتقتص من جلدات جلدتهن، ولا تقتص من دم عثمان! فتفرقوا يومئذ عن غير بيعة.
وروى عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال مروان: ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم - يعني عليا - عن عثمان، قال: فقلت: ما بالكم تسبونه على المنابر! قال: لا يستقيم الأمر إلا بذلك، رواه ابن أبي خيثمة. بإسناد قوي، عن عمر.
وقال الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن سعيد بن أبي زيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله قال: كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار، فانتهبت وذهبت، وترك ألف بعير بالربذة، وترك صدقات بقيمة مائتي ألف دينار.
وقال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: بلغني أن الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا.
وقال ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن ابن عباس سمع عليا يقول: والله ما قتلت - يعني عثمان - ولا أمرت، ولكن غلبت، يقول ذلك ثلاثا، وجاء نحوه عن علي من طرق، وجاء عنه أنه لعن قتلة عثمان.
وعن الشعبي قال: ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك: