للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكانته بين الذين من بابته سواء أكان متفقًا معه في العقيدة أم مخالفًا، فنراه مثلًا يطول في تراجم الشعراء البارزين مثل المتنبي (١)، وعمارة اليمني (٢)، ومجنون ليلى (٣)، والأرجاني (٤)، وغيرهم. أو كبار النحويين مثل الكسائي (٥). أو كبار الخطاطين مثل ابن مقلة (٦)، وهلم جرًّا.

وكيف يقال: إنَّ التعصبَ هو الذي دفع الذهبيَّ إلى تطويل التراجم وتقصيرها وقد طول في ترجمة الحلاج بحيث بلغ ما ذكره عنه في الحوادث فقط ثماني أوراق (٧)، بله الجزء الذي ألفه في أخباره، وهو الذي يقول في ترجمته: "قتلوه على الكفر والحلول والانسلاخ من الدين … كان كذابًا مُمَوِّهًا مُمَخْرِقًا حلوليًا له كلام حلو يستحوذُ به على نفوس جهال العوام" (٨). وترجم ابن سينا ترجمة طويلة بلغت عشر أوراق بخطه (٩) باعتباره "آية في الذكاء وهو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول وخالفوا الرسول! " (١٠)، وترجم لأبي العلاء المعري ترجمة حافلة مع أنه أكد زندقته في غير موضع (١١). وقد طوّل الذهبيُّ في كثير من تراجم الأشاعرة البارزين ومدحهم مدحا كبيرًا كلًا حسب مبلغه من العلم الذي برع فيه، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الإمام محي الدين النواوي الشافعي الأشعري (١٢) الذي لم تقلَّ ترجمتُه عن ترجمةِ الموفق ابن قدامة لا في الطول ولا في الثناء، فضلا عن اعتذاره في آخر الترجمة بقوله: "ولا يحتمل كتابنا أكثر مما ذكرنا من سيرة هذا


(١) ٨/ ٦٥ - ٧٠.
(٢) ١٢/ ٤١٣ - ٤٢٢.
(٣) ٢/ ٧٠٠ - ٧٠٣.
(٤) الورقة ٣٠٥ - ٣٠٧ (أيا صوفيا ٣٠١٠).
(٥) الورقة ١١٣ - ١١٥ (أيا صوفيا ٣٠٠٦).
(٦) ٧/ ٥٥٨ - ٥٦٤.
(٧) ٧/ ١٦ - ٢٦ (من طبعتنا).
(٨) ٧/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٩) الورقة ٢١٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(١٠) الورقة ٢٨١ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(١١) الورقة ٤٦١ - ٤٧٠ من النسخة السابقة.
(١٢) الورقة ٤٢ - ٤٧ (أيا صوفيا ٣٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>