للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى النبي بينه وبيني، قال: نعم، فنزل داريا (١) في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالا: إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.

ثم رأى النبي يقول له: ما هذه الجفوة؟ أما آن لك أن تزورني؟ فانتبه، وركب راحلته حتى أتى المدينة، فذكر أنه أذن بها فارتجت المدينة، فما رئي يوم أكثر باكيا بالمدينة من ذلك اليوم.

وقال ابن المنكدر، عن جابر: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا؛ يعني بلالا.

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: بلغ بلالا أن ناسا يفضلونه على أبي بكر، فقال: كيف وإنما أنا حسنة من حسناته!

وقال مكحول: حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، أجنى، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير (٢).

قال يحيى بن بكير: توفي بلال بدمشق في الطاعون سنة ثماني عشرة.

وقال محمد بن إبراهيم التيمي، وابن إسحاق، وأبو عمر الضرير، وجماعة: توفي سنة عشرين بدمشق.

وقال الواقدي: دفن بباب الصغير وله بضع وستون سنة.

وقال علي بن عبد الله التميمي: دفن بباب كيسان (٣).

وقال ابن زبر (٤): توفي بداريا، ودفن بباب كيسان. وقال غيره (٥):


(١) من أعمال دمشق.
(٢) أجنى: أي: به ميل في الظهر وانحناء، وقيل: في العنق، والشمط: بياض في الرأس يخالط سواده.
(٣) من أبواب دمشق.
(٤) هذا القول ناقله المصنف من تاريخ ابن عساكر ١٠/ ٤٧٩ وهو غير القول الذي ذكره ابن زبر في كتابه "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" (١/ ١٠٦) ونقله عنه ابن عساكر أيضًا (١٠/ ٤٧٩).
(٥) قال ذلك عبد الجبار بن محمد الخولاني في تاريخ داريا ٥٣.