للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبارك، فكان يأكل كل يوم فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذق (١)، فقيل له في ذلك، فقال: إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا.

قال الحسن بن حماد: دخل أبو أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم، وكتب إليه:

وفتى خلا من ماله … ومن المروءة غير خالي

أعطاك قبل سؤاله … وكفاك مكروه السؤال

قال المسيب بن وضاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم، فقال: سد بها فتنة القوم عنك.

وقال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن المبارك ولم يكن بأسن منكم؟ قال: كان يقدم ومعه الغلمة الخراسانية والبزة الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك.

وقال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك أيلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ لضرب الفالوذج، يتخذه للمحدثين.

أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم (٢)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال: رسول الله : البركة مع أكابركم. فقلت للوليد: أين سمعته من ابن المبارك؟ قال: في الغزو.

وبه إلى أبي نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: حدثنا أحمد بن جميل، قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثني صفوان بن عمرو، أن أبا المثنى المليكي حدثه، عن عتبة بن عبد : أن رسول الله قال: القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الممتحن في خيمة لله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل


(١) هكذا بخط المؤلف، وهو الفالوذج.
(٢) حلية الأولياء ٨/ ١٧١ - ١٧٢.