قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع، فقال: أي شيء تريدون؟ أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تكلم بهذا؟! قال: هو عندي لأحل من ماء الفرات.
قلت: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
وقال الفسوي: قد سئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر خاصة في سفيان، وعبد الرحمن كان يسلم عليه السلف ويجتنب المسكر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
وقال عباس: قلت لابن معين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش؟ قال: يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما. ثم قال: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قال ابن معين: لقيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه: فلان رافضي، وفلان كذا، ووكيع رافضي، فقلت لمروان: وكيع خير منك. فبلغ وكيعا ذلك، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحب.
قال أحمد بن سنان: كان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أحد شيئا قام. وكان عبد الله بن نمير يغضب ويصيح، وإذا رأى من يبري قلما تغير وجهه غضبا.
قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد يقول: عليكم بمصنفات وكيع.
وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر. فيقول: احتج بعض المبتدعة بقول الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث)، وبقوله تعالى:(لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، وهذا قال فيه علماء السلف معناه: إنه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: إن