الله يحدث من أمره ما شاء. وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة، فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت وكيعا يقول: ما أحدث حديثا قط عرضا.
قال ابن أبي الحواري: ذكرت لابن معين وكيعا، فقال: وكيع عندنا ثبت.
وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع عن سفيان غاية الإسناد، ليس بعده شيء، ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل له: أبو معاوية؟ فنفر من ذلك.
نوح بن حبيب: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حضرت موت سفيان، فكان عامة كلامه: ما أشد الموت. قال نوح: فأتيت ابن مهدي فقلت: حدثنا وكيع عنك، وحكيت له الكلام، وكان متكئا فقعد، فقال: أنا حدثت أبا سفيان؟ جزى الله أبا سفيان خيرا، ومن مثل أبي سفيان، وما يقال لمثل أبي سفيان.
علي بن خشرم: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فأكب عليه فقبل وقال: بأبي وأمي، ما أطيب حياتك ومماتك. ثم قال البهي: وكان النبي ترك يوما وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه. قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عيينة فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قال: ولم أكن سمعته، إلا أني أردت تخليص وكيع.
قال ابن خشرم: سمعته من وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجبت من جسارته، وأخبرت أن وكيعا احتج فقال: إن عدة من الصحابة منهم عمر قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، فأحب الله أن يريهم آية الموت.
رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني عن علي بن خشرم، ورواه قتيبة عن وكيع.
وهذه هفوة من وكيع كادت تذهب فيها نفسه، فما له ولرواية هذا الخبر