للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"منهاج الاعتدال في نقص كلام أهل الرفض والاعتزال" لرفيقه وشيخه تقي الدين بن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨ هـ.

وخَلَّفَ الذهبيُّ عددًا من الآثار في هذا العلم منها كتاب "الكبائر وبيان المحارم" وكتاب "الأربعين في صفات رب العالمين" وكتاب "العرش" و"كتاب مسألة الوعيد" وغيرها. ولعل من أشهرها كتابه المعروف "العُلُوُّ للعليِّ الغفار" الذي يُعَدَّ أوسعَ هذه الكتب وأكثرها شهرة.

بحث الذهبيُّ العقائد على طريقة السلف من أهل الحديث، فكانت المادة الرئيسة التي تكون هذه الكتب والأدلة المستعملة فيها من الأحاديث النبوية الشريفة. وقد انْتُقِدَ الذهبي من قبل مخالفيه على تأليفه لبعض هذه الكتب واعتقاده مثل هذه العقائد، قال الشيخ محمد زاهد الكوثري عن كتاب "العلو": "ولو لم يؤلفه لكان أحسن له في دينه وسمعته لأنَّ فيه مآخذ كثيرة، وقد شهر عن الذهبيّ أنه كان شافعيَّ الفروع حنبليَّ المعتقد" (١).

ولم يشتهر الذهبي بوصفه فقيهًا أو عالمًا بالفقه مع أنه درسه على أعلام العصر آنذاك مثل الشيخ كمال الدين بن الزملكاني وبرهان الدين الفزاري وكمال الدين بن قاضي شهبة وغيرهم (٢). وقد ألف في أصوله، وعني باختصار كتاب "المحلى" لابن حزم (٣)، وهو من كبار الكتب الفقهية، وألف عددًا من الكتب والأجزاء التي تناولت موضوعات فقهية، وكانت له فيه خواطر وآراء ونقدات جاءت في ثنايا كتبه، من ذلك مثلًا كلامُه في مسألة الطلاق ومناقشته لابن تيمية (٤). وهو كغيره من علماء الحنابلة يعتبرُ القرآنَ والحديثَ هما أساس الفقه، ويظهر مفهوم الفقه عند الذهبي واضحًا في بيتين من الشعر له ذكرهما غيرُ واحدٍ ممن ترجمَ له وهما:

الفقه قال اللهُ قال رسولُه … إنْ صَحَّ والإجماع فاجهدْ فيه

وحذارِ من نصبِ الخلافِ جهالةً … بين النبيِّ وبين رأي فقيهِ (٥)


(١) ذيل تذكرة الحفاظ، ص ٣٤٨ هامش ٢.
(٢) انظر أعلاه كلامنا على سيرته ورونق الألفاظ لسبط ابن حجر، ورقة ١٨٠.
(٣) وهو كتاب "المستحلى في اختصار المحلى" وانظر كتابنا الذهبي ومنهجه ٢٥٠ - ٢٥١.
(٤) الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج ٢ ص ٧١٣ - ٧١٥.
(٥) ابن ناصر الدين: الرد الوافر، ص ٣١، الصفدي: الوافي، ج ٢ ص ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>