للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مهبط الحديبية من أسفل مكة فلما رأت قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ركضوا راجعين إلى قريش.

وقال شعبة، وغيره، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم يوم الشجرة؟ قال: كنا ألفا وخمس مائة: وذكر عطشا أصابهم، فأتي رسول الله بماء في تور فوضع يده فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، فشربنا ووسعنا وكفانا، ولو كنا مائة ألف لكفانا.

وقد أخرجه البخاري من أوجه أخر عن حصين (١).

وقال أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي قال: قال جابر بن عبد الله: غزونا أو سافرنا مع رسول الله ، ونحن يومئذ أربع عشرة مائة، فحضرت الصلاة، فقال رسول الله : هل في القوم من طهور؟ فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء ليس في القوم ماء غيره، فصبه رسول الله في قدح ثم توضأ، ثم انصرف وترك القدح. قال: فركب الناس ذلك القدح وقالوا: تمسحوا تمسحوا. فقال رسول الله : على رسلكم، حين سمعهم يقولون ذلك. قال: فوضع كفه في الماء والقدح وقال: سبحان الله. ثم قال: أسبغوا الوضوء. فوالذي ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء تخرج من بين أصابع رسول الله ، ولم يرفعها حتى توضؤوا أجمعون. رواه مسدد عنه (٢).

وقال عكرمة بن عمار العجلي، حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله في غزوة، فأصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا، فاجتمع زاد القوم على النطع. فتطاولت لأحزر كم هو؟ فحزرته كربضة العنز ونحن أربع


= ٢/ ٦٢٣ وعيون الأثر لابن سيد الناس (٢/ ١١٥): الحَمْض.
(١) البخاري ٤/ ٢٣٤ و ١٥٦ و ٧/ ١٤٨، ومسلم ٦/ ٢٦، ودلائل النبوة ٤/ ١١٥. وانظر المسند الجامع ٤/ ٣٦١ حديث رقم (٢٩٣٣).
(٢) أحمد ٣/ ٢٩٢ و ٣٥٧، والدارمي ٢٦، وابن خزيمة ١٠٧، ودلائل النبوة ٤/ ١١٧ - ١١٨. وانظر المسند الجامع ٤/ ٣٦٠ حديث رقم (٢٩٣٢).