للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيّكم يقوم إلى سلى جزور فيضعه على كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقاهم، فأخذه فوضعه بين كتفيه، فضحكوا وجعل بعضكم يميل إلى بعض، وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم ما يرفع رأسه، فجاءت فاطمة، وهي جويرية فطرحته عنه وسبّتهم، فلما قضى صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: اللهمّ عليك بقريش ثلاثا، فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضّحك وخافوا دعوته، ثم قال: اللهمّ عليك بأبي جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وذكر السابع ولم أحفظه. فوالذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت الذين سمّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب، قليب بدر.

وقال زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله قال: إنّ أوّل من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمّار، وأمّه سميّة، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمّه أبي طالب. وأمّا أبو بكر فمنعه الله بقومه. وأمّا سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد، وأوقفوهم في الشمس، فما من أحد إلاّ وقد واتاهم على ما أرادوا غير بلال، فإنّه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد حد. حديث صحيح.

وقال هشام الدّستوائيّ، عن أبي الزّبير، عن جابر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بعمّار وأهله، وهم يعذّبون، فقال: أبشروا آل عمار فإنّ موعدكم الجنة.

وقال الثّوريّ، عن منصور، عن مجاهد، قال: كان أوّل شهيد في

<<  <  ج: ص:  >  >>