للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصورة متتالية، وهاكَ دلالات ذلك:

١ - على الرغم من عدم وصول المجلد الحادي عشر إلينا، فإننا استطعنا من إشارة وردت عند السخاوي في كتاب "الإعلان" أنْ نعرفَ أن المجلد العاشر من نسخة الذهبي الموقوفة على المدرسة المحمودية بالقاهرة قد انتهى بنهاية المتوفين من الطبقة الثلاثين (١) (٢٩١ - ٣٠٠ هـ). ولما كان المجلد الثاني عشر قد وصل إلينا وهو يتناول الفترة من سنة ٣٥٠ هـ إلى سنة ٤٠٠ هـ (٢) فقد أصبح من الواضح أن الذهبي تناول في المجلد الحادي عشر الفترة الممتدة من سنة ٣٠١ هـ إلى سنة ٣٥٠ هـ. ولكن كيف عرفنا أنه تناول حوادث هذه الفترة مجتمعة ولم تصلْ إلينا أية قطعةٍ من هذا المجلد الذي هو بخطه؟ وجواب ذلك في النسخ التي نسخت عنها وحافظت على ذاتية الذهبي في بعض تنظيمه، فمن ذلك - مثلًا - المجلد المحفوظ في مكتبة أحمد الثالث برقم (٢٩١٧/ ١٥) والذي اختص بالحوادث فقط (٣)، حيث نجد حوادثَ السنين (٣٠١ - ٣٥٠ هـ) قد سارت متناسقةً ومتتابعة من غير وجود أي عنوان يدل على أن الذهبي تناول حوادث كل طبقة - مثلًا - بصورة منفصلة (٤)، بل إنَّ الخط نفسه يتغير في بداية حوادث سنة (٣٥١ هـ) التي بدأها الناسخ بعنوان جديد وورقة جديدة. وعند تتبعنا لتنظيم هذا المجلد المحفوظ في مكتبة أحمد الثالث ومقارنته بما تبقى لنا من مجلدات بخط المؤلف نجده يضع بدايات للحوادث كلما انتقل من مجلد إلى آخر، أو من مجموعة حوادث جمعها الذهبي إلى أخرى حيث بدأ حوادث سنة ٥٠١ هـ بالبسملة وبداية ورقة


(١) ذكر السخاوي عند الكلام على كتابه الذي جمعه على حروف المعجم وأصله من "تاريخ الإسلام" للذهبي أن هناك نقصًا يسيرًا في نسخة "تاريخ الإسلام" الموقوفة على المدرسة المحمودية، وهي النسخة التي اعتمدها في تجريد التراجم، فقال: "وقد سقط من آخر الطبقة الثلاثين، وهي سنة إحدى وتسعين ومئتين إلى آخر القرن، وهو آخر المجلد العاشر: من ذكر محمود بن أحمد بن الفرج إلى آخر الطبقة ولم يثبته البدر البشتكي في النسخة التي بخطه بالباسطية فكأنه سقط قبل كتابته، فيراجع من نسخة أخرى" ص ٥٩٧ - ٥٩٨.
(٢) أيا صوفيا ٣٠٠٨، وانظر أعلاه وصفه عند كلامنا على نسختنا الملفقة (رقم ١٠).
(٣) انظر أعلاه كلامنا على نسختنا الملفقة (رقم ١٨).
(٤) الورقة ١ - ٥٠ من النسخة أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>