الإملاء عن أبي ذر عمار بن محمد وبين موته مائة وعشر سنين، رحل الناس إليه من الأقطار، وروى عن عمار، وعن إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، وإسماعيل بن الحسين البخاري، وإسحاق بن محمد بن حمدان المهلبي، وأحمد بن محمد بن سليمان الجوري.
روى عنه جماعة من شيوخ ابن السمعاني، وقال: قبره بوركى على فرسخين من بخارى، زرت قبره.
قلت: هذا لا نظير له في العالم، ولو كان قد سمع بأصبهان أو نيسابور ونحوهما لأدرك إسنادا عظيما، ولكنه سمع بما وراء النهر، وما إسنادهم بعالٍ، وقد أدرك والله إسنادا عاليا بمرة، فإن شيخه أبا ذر المذكور روى عن يحيى بن صاعد، وقد ذكرنا في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة موته.
روى عنه عثمان بن علي البيكندي، وأبو العطاء أحمد بن أبي بكر الحمامي، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان البزدوي، وأخوه عمر الصابوني، ومحمد بن ناصر السرخسي، ومحمود بن أبي القاسم الطوسي، وخلق سواهم.
عندي جزء من حديثه بعلو.
أرخ السمعاني وفاته في سنة خمس هذه، وقال: هو فقيه إمام زاهد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم التميمي، قال: أخبرنا عثمان بن علي البيكندي، قال: أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن بقرية وركى في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سليمان الفارسي إملاء سنة ست وثمانين وثلاث مائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن الزبير القرشي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، سمع عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وما