للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعيدُ بنُ جبيرٍ في قوله: ﴿أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ﴾: كونوا الموتَ إن استَطَعْتُم؛ فإن الموتَ سيموتُ. قال: وليس شيءٌ أكبرَ في نفسِ ابن آدمَ من الموتِ (١).

حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، قال: بلَغنى عن سعيدِ بن جبيرٍ، قال: هو الموتُ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمى، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بن عمر، أنه كان يقولُ: يُجاءُ بالموتِ يوم القيامةِ كأنه كبشٌ أملحُ حتى يُجعَلَ بينَ الجنةِ والنارِ، فيُنادى منادى (٣) يُسْمِعُ أهلَ الجنةِ وأهلَ النارِ، فيقولُ: هذا الموتُ قد جِئْنا به ونحن مهلكوه، فأيْقِنُوا يا أهلَ الجنةِ وأهلَ النارِ أن الموتَ قد هلَك (٤).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، قال: ثنا عُبيدُ بن سليمانَ، قال: سمِعتُ الضحاك يقولُ في قولِه: ﴿أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ﴾: يعنى الموتَ، يقولُ: لو كنتُم الموتَ لأمتُّكم (٥).

وكان عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بن العاصِ يقولُ: إن الله يَجِيءُ بالموتِ يومَ القيامةِ، وقد صار أهلُ الجنةِ وأهلُ النارِ إلى منازلِهم، كأنه كبشٌ أملحُ، فيقفُ بينَ الجنةِ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٨٧ إلى المصنف وعبد الله بن أحمد وابن المنذر.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٧٩ عن معمر قال بلغني عن سعيد بن جبير، وليس فيه ذكر قتادة، وأخرجه البغوي في الجعديات (٢٢٣٠) من طريق سالم عن سعيد بن جبير.
(٣) في م، ومصادر التخريج: "مناد". والمثبت وجه.
(٤) أخرجه أحمد ١٠/ ١٩٨ (٥٩٩٣)، والبخارى (٦٥٤٨)، ومسلم (٢٨٥٠/ ٤٣) وغيرهم من طريق عمر بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٨٢ عن الضحاك.