للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: المؤمنُ يَسْمَعُ القرآنَ، وهو شهيدٌ على ذلك (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾. قال: ألقَى السمعَ فسمِع ما قد كان مما لم يُعَايِنْ من الأحاديثِ عن الأممِ التي قد مضَت، كيفَ عذَّبهم اللَّهُ وصنَع بهم حينَ عصَوا رسلَه.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: ولقد خلَقْنا السماواتِ السبعَ والأرضَ وما بينهما من الخلائقِ في ستةِ أيامٍ، وما مسَّنا (٢) من إعياءٍ.

كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن أبي سنانٍ، عن أبي بكرٍ قال: جاء اليهودُ إلى النبيِّ ، فقالوا: يا محمدُ أَخْبِرْنا ما خلَق اللَّهُ من الخلقِ في هذه الأيامِ الستةِ؟ فقال: "خلَق اللَّهُ الأرضَ يومَ الأحدِ والاثنين، وخلَق الجبالَ يومَ الثلاثاءِ، وخلَق المدائنَ والأقواتَ والأنهارَ وعمرانَها وخرابَها يومَ الأربِعاءِ، وخلَق السماواتِ والملائكةَ يومَ الخميسِ، إلى ثلاثِ ساعاتٍ؛ يَعْني من يومِ الجمعةِ، وخلَق في أولِ الثلاثِ الساعاتِ الآجالَ، وفي الثانيةِ الآفةَ، وفي الثالثةِ آدمَ". قالوا: صدَقتَ إن أتممتَ. فعرَف النبيُّ ما يُرِيدون، فغضِبَ، فأنزَل اللَّهُ: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾.

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُغُوبٍ﴾.


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ٢٣ بمعناه.
(٢) بعده في الأصل: "من لغوب".