للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾.

يعني جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾: وأعطَى مالَه في حينِ محبَّتِه إيَّاه وضَنِّه به وشُحِّه عليه.

كما حدَّثنا أبو كُريبٍ وأبو السائبِ، قالا: حدثنا ابنُ إدريسَ، قال: سمِعتُ ليثًا، عن زُبيدٍ، عن مُرَّةَ بنِ شراحيلَ البَكِيليِّ، عن عَبدِ الله بنِ مسعودٍ: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾: أن (١) يُؤتِيَه وهو صحيحٌ شحيحٌ يأمُلُ العيشَ ويخشَى الفقرَ.

حدثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: حدثنا عبدُ الرحمنِ، وحدثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزَّاقِ، قالَا جميعًا عن سفيانَ، عن زُبيدٍ الياميِّ، عن مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾. قال: وأنتَ شحيحٌ (٢) تأمُلُ العيشَ وتخشَى الفقرَ (٣).


(١) في م، ت ١، ت ٢: "أي".
(٢) في م، ت ١، ت ٢: "صحيح".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٦٦، ومصنفه (١٦٣٢٤)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (٨٥٠٣). وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٤٥ - تفسير) عن مصعب بن ماهان، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٨٨ (١٥٤٦) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان - زاد وكيع: والأعمش - به. وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٧٢ من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، عن زبيد به. وصححه على شرط الشيخين. وذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٢٩٧ عن الحاكم مرفوعًا، وقال: وقد رواه وكيع، عن الأعمش وسفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفًا، وهو أصح. وقال ابن صاعد في زوائده على زهد ابن المبارك (٢٤): رفع بعض هذا الحديث مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن زبيد. وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٣٨ من طريق مسعر، عن زبيد به. وعزاه السيوطي أيضًا في الدر المنثور ١/ ١٧٠ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والفريابي وابن مردويه.
ومعناه ثابت مرفوعًا من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري (١٤١٩)، ومسلم (١٠٣٢)، وغيرهما.