للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانوا يُفسدون في الأرضِ ولا يُصْلِحون، وإن كان أهلُ الكفرِ كلُّهم [في الأرضِ] (١) مفسدين؛ لأن هؤلاء التسعة هم الذين سَعَوْا - فيما بلغنا - في عقر الناقة وتعاونوا (٢) عليه، وتحالفوا على قتل صالحٍ من بين قومهم (٣) ثمود. وقد ذكرنا قصصهم وأخبارهم فيما مضى من كتابنا هذا (٤).

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾. قال: من قومِ صالحٍ (٥).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله.

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه:، عن ابن عباس قوله: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾: هم الذين عقروا الناقةَ، وقالوا حين عقروها: نُبَيِّتُ صالحًا وأهله فنقتُلُهم، ثم نقولُ لأولياء صالحٍ: ما شهدنا من هذا شيئًا، وما لنا به


(١) سقط من: ت ١، ت ٢، ف.
(٢) في ت ٢: "فعاونوا".
(٣) في م، ت ١، ف: "قوم"، وفى ت ٢: "قومه".
(٤) ينظر ما تقدم في ١٠/ ٢٨٢ وما بعدها، ١٢/ ٤٥٢ وما بعدها، ١٤/ ١٠٣ وما بعدها.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٠٠ من طريق ورقاء به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١٢ إلى الفريابى وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.