للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشكرِ له، على ما أَعْلَمه من النعمةِ التي أَنْعَمها عليه، بإعطائِه إيَّاه الكوثرَ، فلم يكُنْ لخصوصِ بعضِ الصلاةِ بذلك دونَ بعضٍ، وبعضِ النَّحْرِ دونَ بعضٍ، وجْهٌ؛ إذْ كان حقًّا على الشكرِ على النِّعمِ.

فتأويلُ الكلامِ إذنْ: إنَّا أعطيناك يا محمدُ الكوثرَ؛ إنعامًا منَّا عليك به، وتَكرِمةً منَّا لك، فأَخْلِصْ لربِّك العبادةَ، وأَفْرِدْ له صلاتَك ونُسُكَك، خلافًا لما يفعلُه مَن كفَر به وعبَد غيرَه ونَحَر للأوثانِ.

وقولُه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. يعنى بقولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿إنَّ شَانِئَكَ﴾: إِنَّ مُبْغِضَك يا محمدُ وعدوَّك، ﴿هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. يعنى بالأَبْتَرِ الأَقلَّ الأذَلَّ المُنقَطِعَ دابرُه الذي لا عَقِبَ له.

واختلَف أهلُ التأويل في المعنيِّ بذلك؛ فقال بعضُهم: عُنِى به العاصُ بنُ وائلٍ السهميُّ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. يقولُ: عدوَّك (١).

حدَّثنى محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ [قولَه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾] (٢). قال: هو العاصُ بنُ وائلٍ (٣).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الإتقان (٢/ ٥٧) - وابن مردويه - كما في التغليق (٤/ ٣٧٨) - من طريق أبى صالح به.
(٢) سقط من: ص، ت (١)، ت (٢)، ت (٢).
(٣) عزاه السيوطى في الدر المنثور (٦/ ٤٠٤) إلى المصنف وابن مردويه.