للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ قوله: ﴿أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾. قال ابن جُريجٍ: ذُكر لنا أن نبيَّ اللهِ قال: "هذه أُمَّتِى". قال: "بالحقِّ يَأْخُذون ويُعطون ويقْضُون" (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمرٍ، عن قَتادةَ: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ قوله: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ بَلَعْنا أن نبيَّ اللهِ كان يقولُ إِذا قَرَأَهَا: "هذه لكم، وقد أَعْطِى القومُ بينَ أيْدِيكُم مِثْلَها: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ " (٣) [الأعراف: ١٥٩].

القولُ في تأويل قوله: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢)﴾.

يقولُ تعالى ذِكرُه: والذين كَذَّبوا بأدِلَّتِنا وأعلامِنَا، فَجَحَدوها ولم يَتَذَكَّروا بها، سَنُمْهِلُه بغرَّتِه ونُزَيِّنُ له سوءَ عملِه، حتى يَحْسَبَ أنه [فيما هو] (٤) عليه من تكذيبِه بآياتِ اللهِ، إلى نفسِه مُحْسِنٌ، وحتى يَبْلُغَ الغاية التي كُتب له مِن المَهَلِ، ثم نَأْخُذُه بأعمالِه السيئة، فنجازيه بها من العقوبة ما قد أُعِدَّ له. وذلك استدراجُ اللهِ إياه. وأصلُ الاسْتِدْراجِ اغْتِرارُ المُسْتَدْرَجِ بلُطفٍ، مِن حيثُ يَرَى المُستدرَجُ أَنَّ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٤٩ إلى المصنف وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٢٣ من طريق محمد بن عبد الأعلى به، بلفظ: "يعنى هذه الأمة يهدون بالحق وبه يعدلون"، كما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٤٤ عن معمر به، مثل لفظ ابن أبي حاتم.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥١٨ عن سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٤٩ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) في م: "هو فيما".