للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العراق. فأما بعد أن فَتَحَ اللهُ على المؤمنين البلاد، فإن الفرضَ على أهل كلِّ ناحيةٍ قتالُ مَن وَلِيَهم من الأعداءِ دونَ الأبعد منهم، ما لم يُضْطَرَّ إليهم أهلُ ناحيةٍ أخرى مِن نواحي بلاد الإسلام، فإن اضطرُّوا إليهم، لزِمهم (١) عونهم ونصرهم؛ لأن المسلمين يَدٌ على مَن سواهم.

ولصحة كون ذلك كذلك (٢)، تأوَّلَ كلُّ مَن تأوَّلَ هذه الآية أن معناها إيجابُ الفرضِ على أهل [كلِّ ناحيةٍ] (٣) قتالَ مَن وَلِيَهم من الأعداء.

ذكرُ الرواية بذلك عنهم

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن شبيب بن غَرْقَدَةَ (٤) البارقيِّ، عن رجلٍ مِن بني تميمٍ، قال: سألتُ ابن عمر عن قتالِ الدَّيْلم، قال: عليك بالروم (٥).

حدَّثنا ابن بَشَّارٍ وأحمدُ بنُ إسحاق [وسفيانُ بن وكيعٍ] (٦)، قالوا: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيانُ، عن يونسَ، عن الحسنِ: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾. قال: الدَّيْلمُ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن الربيع، الربيع، عن الحسن أنه كان إذا سُئِل عن قتال الروم والدَّيْلمِ (٧)، تلا هذه الآية: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ


(١) في م: "لزم".
(٢) سقط من: م.
(٣) في الأصل: "ناحيته".
(٤) بعده في م: "عن عروة". وينظر تهذيب الكمال ١٢/ ٣٧٠.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٩٣ إلى ابن مردويه عن ابن عمر مرفوعا.
(٦) سقط من: الأصل.
(٧) هم جيل من العجم كانوا يسكنون نواحى أذربيجان. الوسيط (د ل م).