للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نجيحٍ، [عن مجاهدٍ] (١): ﴿وَإِخْوَانُهُمْ﴾. من الشياطين ﴿يَمُدُّونَهم في الْغَيِّ﴾ استجهالًا (٢).

وكان بعضُهم يتأوّلُ قولَه: ﴿ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾. بمعنى: ولا الشياطينُ يُقْصِرون في مدِّهم إخوانهم من الغيِّ.

ذِكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بن معاذ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾ عنهم، ولا يرحمونهم (٣).

قال أبو جعفر: وقد بينا أولى التأويلين عندنا بالصواب، وإنما اخترنا ما اخترنا من القولِ في ذلك على ما بيَّناه؛ لأن الله وصَف في الآية قبلها أهلَ الإيمان به، وارتداعَهم عن معصيته وما يكرهُه إلى محبته عند تذكُّرِهم عظمته، ثم أتبع ذلك الخبرَ عن إخوان الشياطين، وركوبهم معاصيه، وكان الأولى وصفهم بتماديهم فيها؛ إذ كان عقيب الخبر عن تقصير المؤمنين عنها.

وأمَّا قولُه: ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾، فإن القرَأةَ اختلفت في قراءته؛ فقرأه بعضُ المدنيين (يُمدُّونَهُم) بضمِّ الياء من أَمْدَدْتُ، وقرأته عامة قرأة الكوفيين والبصريِّين ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾ بفتح الياء من مدَدت (٤).


(١) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "استحلالا". والأثر في تفسير مجاهد ص ٣٤٩، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٤٢ بآخره فقط، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٥ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.
(٣) ذكره الطوسي في التبيان ٥/ ٦٥ والقرطبي في تفسيره ٧/ ٣٥١.
(٤) قرأ (يُمِدونهم) بضم الياء وكسر الميم نافع، وقرأ ﴿يَمُدونهم﴾ بفتح الياء وضم الميم الباقون وهم؛ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي. ينظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٨٧، والتيسير ص ٩٤.