للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: إنما عنَى بقولِه: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾: ما تَأْكُلون من المائدةِ التي تَنْزِلُ عليكم، وما تَدَّخِرون منها.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾: فكان القومُ لمّا سأَلوا المائدةَ، فكانت خِوانًا (١) يُنْزِلُ عليه أينما كانوا ثمرًا من ثمارِ الجنةِ، فأمَر القومَ أَلا يَخُونُوا فيه ولا يُخَبِّئوا ولا يَدَّخِروا لغدٍ. بلاءٌ ابتلاهم اللهُ به، فكانوا إذا فعَلوا مِن ذلك شيئًا أنبأَهم به عيسى ابن مريمَ، فقال: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ﴾ قَالَ: أُنَبِّئُكم بما تَأْكُلُونَ مِن المائدةِ وما تَدَّخِرون منها. قال: وكان أخَذ عليهم في المائدةِ حينَ نَزَلت، أن يَأْكُلوا ولا يَدَّخِروا. فادَّخَروا وخانوا، فجُعِلوا خنازيرَ حينَ ادَّخَروا وخانوا، فذلك قولُه ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: ١١٥].

قال ابن يحيى: قال عبدُ الرزاقِ: قال معمرٌ، عن قتادةَ، عن خِلاسِ بن عمرٍو، عن عمارِ بن ياسرٍ (٢).

وأصلُ ﴿تَدَّخِرُونَ﴾ مِن الفعلِ "تَفْتَعِلون"، مِن قولِ القائلِ: ذخَرت


(١) في م: "جرابا".
(٢) بعده في م: "ذلك".
والأثر في تفسير عبد الرزاق، ١/ ١٢١، ١٢٢، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٦ (٣٥٤٧، ٣٥٤٨) عن الحسن به، وأخرجه الترمذى (٣٠٦١) من طريق قتادة عن خلاس بن عمرو، عن عمار بن ياسر عن النبي بنحوه.