للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تفسيرُ سورةِ "الفيلِ"

القولُ في تأويل قوله ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)﴾.

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : ألم تنظر يا محمد بعين قلبك، فترى بها كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؛ الذين قدموا من اليمن يريدون تخريب الكعبة من الحَبَشةِ ورئيسهم أبرهةَ الأشرم الحبشيِّ؟

﴿أَلَم يَجْعَل كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴾. يقولُ: ألم يجعل سعيَ الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة، ﴿فِي تَضْلِيلٍ﴾. يعني: في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها.

وقوله: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾. [يقولُ تعالى ذكره: وأرسل عليهم ربك طيرًا متفرِّقةً] (١)، يتبع بعضُها بعضًا من نواحٍ شتَّى. وهي جماعٌ لا واحد لها، مثل الشماطيطِ (٢) والعباديد (٣) ونحو ذلك.

وزعم أبو عُبيدة (٤) معمرُ بنُ المثنى، أنه لم ير أحدًا يجعلُ لها واحدًا.


(١) في الأصل: "متفرقين".
(٢) الشماطيط: القطع المتفرقة، يقال: جاءت الخيل شماطيط. أي متفرقة أرسالًا. اللسان (ش م ط).
(٣) في ت ٢: "العمايد"، وفى ت ٣: "العبابيد". ويقال: صاروا عباديد وعباييد. أي: متفرقين. اللسان (ع ب د).
(٤) مجاز القرآن ٢/ ٣١٢.