للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولَه: ﴿الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ﴾. قال: ما رُفِع قِلْعُه من السفنِ فهي مُنْشَآتٌ، وإذا لم يُرْفَعْ قِلعُها فليست بمُنْشَأَةٍ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾. يعني: السفنُ (٢).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾. يعني: السفنُ.

وقولُه: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾. يقولُ: كالجبالِ، شبَّه السفنَ بالجبالِ، والعربُ تُسَمِّي كلَّ جبلٍ طويلٍ عَلَمًا، ومنه قولُ جَريرٍ (٣):

* إذا قطَعنا علَمًا بَدا علَمْ *

وقولُه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنسِ التي أنْعَمَها عليكم، بإجرائِه الجواريَ المُنْشَآتِ في البحرِ، جاريةً بمنافعِكم - تُكَذِّبان؟

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٨) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: كلُّ مَن على ظهرِ الأَرضِ مِن جِنٍّ وإنسٍ فإنه فانٍ هالكٌ،

ويَبْقَى وجهُ ربِّك يا محمدُ، ﴿ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾.


(١) تفسير مجاهد ص ٦٣٧، ومن طريقه الفريابي - كما في التغليق ٤/ ٣٣٠ - ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٣ إلى عبد بن حميد.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٣ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٣) ديوانه ١/ ٥١٢.