للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واللَّهُ يُرشِدُ مَن يشاءُ مِن خلقِه بتوفيقِه، فيَهْدِيه إلى دينِ الإسلامِ، وهو الصراطُ المستقيمُ، والطريقُ القاصِدُ الذي لا اعْوجاجَ فيه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ويقولُ المنافقون: صَدَّقْنا باللَّهِ وبالرسولِ، وأطَعْنا اللَّهَ وأطَعْنا الرسولَ، ﴿ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾. يقولُ: ثم تُدْبِرُ كلُّ طائفةٍ منهم مِن بعدِ ما قالوا هذا القولَ عن رسولِ اللهِ ، وتَدْعو إلى المحاكمةِ إلى غيرهِ خصمَها، ﴿وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾. يقولُ: وليس قائِلو هذه المقالةِ - يعنى قولَه: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا﴾ - بالمؤمنين؛ لتَرْكِهم الاحْتكامَ إلى رسولِ اللهِ ، وإعْراضِهم عنه إذا دُعُوا إليه.

وقولُه: ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾. يقولُ: وإذا دُعِى هؤلاء المنافقون إلى كتابِ اللهِ وإلى رسولِه، ﴿لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ فيما اخْتَصَموا فيه بحُكْمِ اللهِ، ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ عن قَبولِ الحقِّ، والرضا بحُكْمِ رسولِ اللهِ .

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وإن يَكُنِ الحقُّ لهؤلاء الذين يُدْعَون إلى اللهِ ورسولِه ليحكمَ بينَهم، فيَأْبَون ويُعْرِضون عن الإجابةِ إلى ذلك، قِبَلَ الذين يَدْعُونهم إلى اللَّهِ ورسولِه - يأتُوا إلى رسولِ اللَّهِ مُذْعِنِين، يقولُ: ﴿مُذْعِنِينَ﴾: مُنْقادِين لحُكْمِه،