للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي الخيرِ، أنه سأَل عقبةَ بنَ عامرٍ الجُهَنيَّ عن: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: هم الذين إذا صلَّوا لم يَلْتَفِتوا خلفَهم، ولا عن أيمانِهم، ولا عن شمائِلِهم (١).

حدَّثنى العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبَرني أبي، قال: ثنا الأوزاعيُّ، قال: ثنى يحيى بنُ أبي كثيرٍ، قال: ثنى أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، قال: حدَّثتنِى عائشةُ زوجُ النبيِّ أن رسولَ اللهِ قال: "خُذوا من العملِ ما تُطِيقون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا". قالت: وكان أحبَّ الأعمالِ إلى رسول الله ما دُووِمَ عليه. قال: يقولُ أبو سلمةَ: إن اللهَ يقولُ: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وإلَّا الذين في أموالِهم حقٌّ مؤقتٌ، وهو الزكاةُ، للسائلِ الذي يَسْأَلُه من مالِه، والمحرومِ الذى قد حُرِم الغِنَى، فهو فقيرٌ لا يَسْأَلُ.

واختلَف أهلُ التأويلِ فى المعنىِّ بالحقِّ المعلومِ الذي ذكَره اللهُ في هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: هو الزكاةُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قولِه


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٦ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٢) أخرجه ابن حبان (٣٥٣) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي به، وأخرجه أحمد ٦/ ٨٤ (الميمنية)، وابن خزيمة (١٢٨٣) من طريق الأوزاعى به، وأخرجه أحمد ٦/ ١٨٩، ٢٣٣، ٢٤٤ (الميمنية)، والبخارى (١٩٧٠)، ومسلم (٧٨٢/ ١٧٧) من طريق يحيى بن أبي كثير به، وأخرجه أحمد ٦/ ١٧٦، ١٨٠، والبخارى (٦٤٦٥) من طريق أبي سلمة به.