للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكسرِ الكافِ؛ لإجماعِ الحجةِ مِن قَرَأَةِ الأمصارِ عليه.

وقولُه: ﴿كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾. يقولُ: كذلك نبيِّنُ لهم (١) آيةً بعدَ آيةٍ، ونُدْلِى (٢) بحجةٍ بعدَ حجةٍ، ونضرِبُ مثلًا بعدَ مثلٍ، لقومٍ يَشْكُرون الله على إنعامِه عليهم بالهدايةِ، وتَبصيرِه إياهم سبيلَ أهلِ الضلالةِ، باتِّباعهم ما أمَرَهم باتباعِه، وتَجَنُّبِهم ما أمَرهم بتجنُّبِه مِن سُبُلِ الضلالةِ. وهذا مَثَلٌ ضَرَبَه اللهُ للمؤمنِ والكافرِ، فالبلدُ الطيبُ الذي يخرجُ نباتُه بإذنِ رَبِّهِ، مَثَلٌ للمؤمنِ، والذي خَبُثَ فلا يخرُجُ نباتُه إِلا نَكِدًا، مَثَلٌ للكافرِ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾: فهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللهُ للمؤمنِ، يقولُ: هو طيبٌ، وعملُه طيبٌ، كما البلدُ الطيبُ ثمرُه طيبٌ، ثم ضرَب مَثَلَ الكافرِ، كالبلدةِ السَّبِخةِ المالحةِ التي لا (٣) تخرُجُ منها البَرَكَةُ، فالكافرُ هو الخبيثُ، وعملُه خبيثٌ (٤).

حدثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ﴾، ﴿وَالَّذِي خَبُثَ﴾: كلُّ ذلك مِن الأرضِ


(١) سقط من: م.
(٢) في الأصل، ص، س: "ندل"، وفى ف: "يدل".
(٣) سقط من: الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. وينظر التبيان ٤/ ٤٣٣.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٠٣، ١٥٠٤ (٨٦١٥، ٨٦١٩) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٩٣ إلى ابن المنذر.