للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليك وأعْطاك قليلٌ (١).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تَضْعُفْ [عن الخيرِ] (٢) أن تَسْتَكْثِر منه (٣)، ووجَّهوا معنى قولِه: ﴿وَلَا تَمْنُنْ﴾. أي: لا تَضْعُفْ، مِن قولهم: حبلٌ مَنِينٌ. إذا كان ضعيفًا.

[ذكر من قال ذلك]

حدَّثنا أبو حميدٍ أحمدُ بنُ المغيرةِ الحمْصيُّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو، قال: ثنا محمدُ بنُ سلمةَ، عن خُصَيْفٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾. قال: لا تَضْعُف أن تَسْتَكْثِرَ مِن الخيرِ. قال: تَمنُنُ في كلامِ العربِ: تَضْعُفُ (٤).

وقال آخرون في ذلك: لا تُمْنُنْ بالنبوة على الناسِ تَأْخُذُ عليه منهم أجرًا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثَّني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾. قال: لا تَمْنُنْ بالنبوةِ والقرآنِ الذي أرْسَلْناك به، تَسْتَكْثِرُهم به، تَأْخُذُ عليه عِوَضًا (٥) مِن الدنيا (٦).

وأولى هذه الأقوالِ عندنا بالصوابِ في ذلك قولُ مَن قال: معنى ذلك: ولا تَمْنُنْ على ربِّكَ، مِن أن تَسْتَكْثِر عملَك الصالحَ.


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٢٦٥، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٩٠.
(٢) سقط من: م.
(٣) في م: من الخير.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٢٦٥، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٩٠، عن خصيف عن مجاهد.
(٥) في الأصل: "عرضا".
(٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٩٠.