للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومِ حَصادِه إذا كِلْتُموه. فذلك خلافُ (١) ظاهر التنزيلِ، وذلك أن الأمر في ظاهرِ التنزيل بإيتاء الحقِّ منه يومَ حَصادِه، لا بعدَ يوم حَصادِه، ولا فرقَ بين قائلٍ: إنما عنَى الله بقوله: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾: بعدَ يومِ حَصادِه. وآخرَ قال: عنَى بذلك قبلَ يومِ حَصادِه. لأنهما جميعًا قائلان قولًا، دليلٌ ظاهرِ التنزيل بخلافه.

القولُ في تأويل قوله: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١)﴾.

اخْتَلَف أهلُ التأويل فى "الإسْراف" الذى نهى الله عنه بهذه الآية، ومَن المنهىُّ عنه؛ فقال بعضُهم: المنهىُّ عنه ربُّ النخل والزرع والثمرِ، والسَّرَفُ الذي نهَى الله عنه في هذه الآيةِ مُجاوَزةُ القَدْرِ فى العَطِيَّةِ إلى ما يُجْحِفُ بربِّ المال.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا عمرُو بنُ علىٍّ، قال: ثنا المعتمرُ بنُ سليمانَ، قال: ثنا عاصمٌ، عن أبي العالية في قوله: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا﴾ الآية. قال: كانوا يُعْطُون شيئًا سوى الزكاةِ، ثم تَسارَفوا، فأنزل الله: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا معتمرُ بنُ سليمانَ، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ قال: كانوا يُعْطُون يومَ


(١) بعده في ص، ت ١، س: "دليل".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٣٩٩ (٧٩٦١) من طريق عمرو به، وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ١٨٥ عن معتمر به مقتصرا على أوله، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٤٩ إلى أبي الشيخ.