للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى: وَرِثتَ مكانَ سلفِ الكرامِ عُقوقًا مِن ولدِك (١).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾.

يعنى بقولِه جلّ ثناؤُه: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾: وما المتعلِّمون مِن الملَكَين هاروتَ وماروتَ ما يفرِّقون به بينَ المرءِ وزوجِه، بضارِّين بالذى تعلَّموه منهما مِن المعنى الذى يفرِّقون به بينَ المرءِ وزوجِه، من أحدٍ من الناسِ، إلا من قد قضَى اللهُ عليه أن ذلك يضُرُّه، فأما مَن دفَع اللهُ عنه ضُرَّه وحفِظه مِن مكروهِ السحرِ والنَّفْثِ والرُّقى، فإن ذلك غيرُ ضارِّه ولا نائلِه أذَاه.

وللإذْنِ في كلامِ العربِ أوجهٌ؛ منها الأمرُ على غيرِ وجهِ الإلزامِ، وغيرُ جائزٍ أن يكونَ منه قولُه: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾؛ لأن اللهَ جلّ ثناؤُه قد حرَّم التفريقَ بينَ الرجلِ (٢) وحليلتِه بغيرِ سحرٍ -فكيف به على وجهِ السحرِ- على لسانِ الأُمةِ؟ ومنها التخليةُ بينَ المأذونِ له والمخلَّى بينَه وبينَه. ومنها العلمُ (٣) بالشئِ، يقالُ منه: قد أذِنْتُ بهذا الأمرِ، إذا علِمتَ به، آذَنُ به إذنًا. ومنه قولُ الحطيئةِ (٤):

ألا يا هِنْدُ إن جَدَّدْتِ وَصْلًا … وإلَّا فائْذنِينى بانْصِرامِ

يعنى: فأعلِمينى.


= في أعراضه لا في أعاليه. التاج (ح ى د).
(١) في م: "والديك".
(٢) في م: "المرء".
(٣) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "العمل".
(٤) البيت ليس في ديوانه،: هو في التبيان ١/ ٣٨٠.