للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخرةِ ونورُهم.

وقولُه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: والذين كفروا باللَّهِ وكذَّبوا بأدلَّتِه وحجَجِه، أولئك أصحابُ الجحيمِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (٢٠)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: اعلموا أيُّها الناسُ أنَّ متاعَ الحياةِ الدنيا المُعَجَّلةِ لكم، ما هي إلا ﴿لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ تَتَفَكَّهون به، ﴿وَزِينَةٌ﴾ تَتَزيَّنون بها، ﴿وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾، يَفْخَرُ بعضُكم على بعضٍ بما أُولِيَ فيها من رِياشِها، ﴿وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ويُباهِي بعضُكم بعضًا بكثرةِ الأموالِ والأولادِ، ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ﴾، [وذلك مطرٌ] (١)، ﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ثم يَبْبَسُ ذلك النباتُ، ﴿فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا﴾ بعدَ أن كان أَخْضَرَ نَضِرًا.

وقولُه: ﴿ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ثم يكونُ ذلك النباتُ حُطامًا، يعني به أنه يكونُ نَبْتًا يابسًا متهشِّمًا، ﴿وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وفي الآخرةِ عذابٌ شديدٌ للكفارِ، ﴿وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ﴾ لأهلِ الإيمانِ باللَّهِ ورسولِه.

كما حدَّثنا بشرٌ قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ الآية. يقولُ: صار الناسُ إلى هذين الحَرْفَين في


(١) سقط من: م.