كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة بنى إسرائيل - ذكر من قال ذلك - ج: 15 - ص: 105

ابن مرَّةَ، عن عبدِ اللَّهِ بن سلِمةَ، عن صفوانَ بن عسَّالٍ، عن النبيِّ ﷺ بنحوه (١).

وأما قوله: ﴿فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ﴾. فإن عامَّةَ قرَأَةِ الإسلام على قراءِته على وجْهِ الأمْرِ، بمعنى: فاسألْ يا محمدُ بنى إسرائيلَ إذ جاءَهم موسى.

ورُوِى عن الحسنِ البصريِّ في تأويلِه ما حدَّثني به الحارثُ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثنا حجاجٌ، عن هارونَ، عن إسماعيلَ، عن الحسنِ: ﴿فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال: سؤالُك إِيَّاهم نظرُك في القرآنِ (٢).

ورُوِى عن ابن عباسٍ أنَّه كان يقرأُ ذلك: (فسَألَ). بمعنى: فسألَ موسى فرعونَ بنى إسرائيلَ أنْ يُرسِلَهم معه. على وجْهِ الخبرِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أحمدُ بنُ يوسفَ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثنا حجاجٌ، عن هارونَ، عن حنظلةَ السَّدُوسيّ، عن شهرِ بن حوشبٍ، عن ابن عباسٍ أنه قرَأها: (فسَأل بنى إسرائيلَ إذْ جاءَهم). يعنى: أنَّ موسى سأل فرعونَ بنى إسرائيلَ أن يُرسِلَهم معه (٣).

والقراءةُ التي لا أستجيزُ أن يُقرَأَ بغيرِها، هي القراءةُ التي عليها قرَأةُ الأمصارِ؛ لإجماعِ الحجةِ مِن القرأةِ على تصويبِها، ورغبتِهم عمَّا خالفها.

---

(١) أخرجه أحمد ٣٠/ ١٢ (١٨٠٩٢)، والترمذى (٣١٤٤)، والبيهقى في الدلائل ٦/ ٢٦٨ من طريق يزيد به.
(٢) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٨٥ عن الحسن، وذكره الطوسى في التبيان ٦/ ٥٢٧ عن الحسن، عن ابن عباس.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٥ إلى المصنف وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وقراءة ابن عباس هذه قراءة شاذة.