للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كِلْتِ (١) رِجْلَيْها سُلامَى (٢) واحِدَه … كلتاهما مَقْرُونةٌ بزَائِدَه

يُريدُ بـ "كلت" "كلتا". وكذلك تفعل بـ "كلتا" و "كِلَا" و "كلّ"؛ إذا أُضِيفَتْ إلى معرفةٍ وجاء الفعلَ بعدَهن (٣)، يُجْمَعُ ويُوحَّدُ.

وقوله: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾. يقولُ: ولم تَنْقُصْ من الأكلِ شيئًا، بل آتت ذلك تامًّا كاملًا، ومنه قولُهم: ظلَم فلانٌ فلانًا حقَّه، إذا بخَسَه ونقَصه. كما قال الشاعرُ (٤):

تظلَّمنى مالى كَذا ولَوَى يدِى … لَوَى يدَه اللَّهُ الذي هو غالِبُه

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾. أي: لم تَنْقُصْ منه شيئًا.

وقوله: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وسيَّلْنا خلالَ هذَين البُسْتانَينْ نَهَرًا. يعنى: بينَهما وبينَ أشجارِهما نَهَرًا.


= إلى أنه بيت مصرع وليس بيتين من الرجز.
(١) كسر التاء مذهب الكوفيين على أنها مفرد "كلتا". أما البصريون فيذهبون إلى فتح التاء من "كلت" على أنها "كلتا"، وإنما حذفت الألف للضرورة وبقيت فتحة التاء دلالة عليها.
هذا، وقد رد البغدادى كلام الكوفيين، وذهب مذهب البصريين. ينظر تفصيل ذلك في الخزانة ١/ ١٢٩ - ١٣٤.
(٢) السلامي: عظام الأصابع في اليد والقدم. (اللسان س ل م).
(٣) بعده في م: "و".
(٤) هو فرعان بن الأعرف. وتقدم عجز هذا البيت في ٥/ ٥٢٣.