خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴾. يقولُ: لأجِدنَّ خيرًا من جنتى هذه عندَ اللهِ -إن رُدِدتُ إليه- مرجعًا ومردًّا. يقولُ: لم يُعْطِني هذه الجنةَ في الدنيا إلا ولى عندَه أفضلُ منها في المعادِ إِن رُدِدتُ إليه.
كما حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً﴾. قال: شَكَّ. ثم قال: ﴿وَلَئِنْ﴾ كان ذلك ثم ﴿رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴾، ما أعطَاني هذه إلا ولى عندَه خيرٌ من ذلك.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (٣٥) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً﴾: كفورٌ لنعمِ ربِّه، مكذِّبٌ بلقائِه، متمنٍّ على اللهِ (١).
يقولُ تعالى ذكرُه: قال لصاحبِ الجنتين صاحبُه الذي هو أقلُّ منه مالًا وولدًا، ﴿وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾. يقولُ: وهو يخاطِبُه ويكلِّمُه: ﴿أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ﴾. يعني: خلَق أباك آدمَ من ترابٍ ﴿ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ﴾. يقولُ: ثم أنَشأك من نطفةِ الرجلِ والمرأةِ، ﴿ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا﴾. يقولُ: ثم عدَّلك بشرًا سويًّا، رجلًا ذكرًا لا أنثى. يقولُ: أكفَرتَ بمَن فعَل بك هذا أن يُعِيدَك خلْقًا جديدًا بعدَما تَصِيرُ رُفاتًا .
﴿لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي﴾. يقولُ: أما أنا فلا أكفُرُ بربي، ولكن أنا: هو اللهُ ربِّي. معناه
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٢٢ إلى ابن أبي حاتم.