للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَبَارَكَ فِيهَا﴾. يقولُ: وبارَك في الأرضِ، فجعَلها دائمةَ الخيرِ لأهلِها.

وقد ذُكِر عن السديِّ في ذلك ما حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَبَارَكَ فِيهَا﴾. قال: أنبَت شجرَها.

﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في معنى ذلك؛ فقال بعضُهم: وقدَّر فيها أقواتَ أهلِها، يعنى أرزاقَهم ومعايشَهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. قال: أرزاقَها (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. قال: قدَّر فيها أرزاقَ العبادِ؛ تلك الأقواتُ (٢).

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. يقولُ: [أقواتَ أهلِها] (٣).

وقال آخرون: بل معناه: وقدَّر فيها ما يُصلِحُها.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليُّ بنُ سهلٍ، قال: ثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، عن خُلَيدِ بن دَعْلَجٍ، عن قتَادةَ قولَه: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. قال: صلاحَها (٤).


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٨٤ عن معمر به.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٥٥ بنحوه، والطوسى في التبيان ٩/ ٣٠٦.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أقواتها لأهلها".
والأثر ذكره القرطبي في تفسيره ١٥/ ٣٤٢.
(٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ١٠٦.